رسالتي الى سنة الدروس 2024
- alanoudhatim
- 8 يناير
- 3 دقيقة قراءة

ابتدت السنة بوضع اهدافي و الحلم و التمني اتذكر تماما ماذا كانت مشاعري , كنت للتو عائدة من منتجع في الهند حيث ارح بالي و افكاري هناك , عدت بصفحة جديدة و حماس جديد للسنة و انني ممسكة زمام الامور في كثير من الجوانب في حياتي و لكن الذي لم يكن بالحسبان بأنني فعليا كنت معتمدة على اشخاص و افكار و قرارات بدأت بها و كنت اضع كثير من التوقعات عليها , الحقيقة و الواقع كان عكس ذلك تمام . خسرت اشخاص و خسرت نفسي معهم لكن مالم ادركه انني لم اخسر بل تخليت عن جانب لا يخدمني في حياتي و واجهت شر مخاوفي و تذوقت مرارة خسارتي و فشلي مرة تلو الاخرى . قاسيت و عانيت في كثير من المشاعر , كم احتضنتني الليالي الحالكة و انا ابكي و اتألم اشعر بالضياع . كيف انني خططت صح لكل الاحلام و الاهداف و الان امشي بتيار عكس كل الاشياء . وضعت هدف تغيير مهامي و الارتقاء بعملي و ماحدث لي هو انني عشت اصعب سنة مهنية مرت علي سقطت كثيرا و حاولت كثيرا و في كل مرة
هناك عصى خفية تصفعني من الخلف لأسقط ثم احاول جاهدة الوقوف لأجمع و ألم شتات انفاسي و من ثم اسقط مجددا , واجهت اكبر و احلك مخاوفي و الغريب انني اكتشفت الكم الهائل من المخاوف التي امتلكها مخزنة و عميقة في داخلي تظهر على السطح و تختفي في كل مرة حتى افقت على الكم الهائل من المخزون القابع في دواخلي
هذه السنة اختبرت مرونتي و قوتي , هل انا مرنة بحيث انني في كل موقف اتكيف و اجد حلول ام انني مقاومة و لا اقبل اي تغيير و اود ان يكون كل شي على النحو الذي اطمح له . شعرت بالوجع في كثير من الاوقات و ذلك بسبب اصراري على اصلاح المواقف و كأنني اقف حاملة الالوان و الزينة لجعل كل موقف جميل . و لكن لماذا و الى متى و الى اين . ادركت انني في كل مرة اقاوم شعور اخلق شعور من الالم و المعاناة مما ترتبت عليه امور صحية ازداد وزني و صرت اشعر بثقل و عدم رغبة بالحركة .
كثير من العلاقات التي كانت في هذه السنة حاضرة و استثمرت فيها الكثير من الوقت و الجهد و الطاقة و العطاء ايضا , لكن تبينت في نهاية المطاف انها لم تكن كما توقعت بل عكس تماما لكل ما تأملته . في كل مرة كنت اشعر انني اركب هذه العربة لأعبر جسر حتى اصل الى وجهتي و هناك اشخاص معي نساند بعضنا لعبور هذا الجسر و من ثم اجد نفسي وحيدة في منتصف الطريق تائهة و حائرة اشكك بوجهتي . نختلف في منتصف الطريق لأنهم يودون ان يعودون ادراجهم او يغيرون الوجهة او يتوقفون لفترة و في كل خيار ارفض تماما و اجد نفسي وحيدة , حزينة , اشعر بخيبة أمل عالقة بلا حراك لفترة معينة ثم امشي اجر اذيال الخيبة حتى اجد متنفس من جديد و طاقة جديدة .
ليست الا صفعات قابلة ان تتحول الى احضان قوية , رغم كل ماذكرته من صعوبات الى انني عشت هذه السنة بامتنان , تعلمت نضجت كبرت و كنت محاطة بالحب من جوانب عديدة حب الاهل و الاصدقاء و ايضا فريق العمل الذين هم كالأخوة , كنت استشعر كل مايحملونه من حب تجاهي , سافرت مع صديقاتي استمتعنا و اكتشفنا و تعلمنا و ايضا و طدنا علاقاتنا اكثر فأكثر كم هي نعمة جميله سترافقني في ذاكرتي .
امضيت عزلتي التي اقضيها كل سنة و لكن هذه السنة بشي جديد تعرفت فيها على اشخاص لا اعلم ان كنت سألتقيهم مرة اخرى او سأراهم , من خلفيات متنوعة و اعمار متفاوتة و ايضا ديانات اخرى , ادركت اننا في نهاية المطاف بشر نبحث عن نفس الشي دائما الحب و القبول و فوق كل هذا الصحة .
انتهت السنة و انا اقول الدروس الدروس , ممتنة لها جدا جدا , اشعر بالنضج و التغيير فعليا مرحلة تحولية في حياتي بشكل تام , لم اكن اعلم انها ستكون 2024 . وداعا لهذه السنة التي حملت الكثير من الصدق و التعري بالمشاعر و الأفكار . السنة التي التقيت فيها بجوانبي المظلمة , السنة التي وضعت حد للمخاوف , السنة التي أصبحت بفضلها اقوى من قبل .
وداعا
31 ديسمبر 2024




تعليقات